إصابات العظام والمفاصل في الأطفال: التشخيص والعلاج

إصابات العظام والمفاصل هي واحدة من القضايا الصحية التي قد يعاني منها الأطفال نتيجة لحوادث أو إصابات رياضية أو حتى بسبب نشاطاتهم اليومية. تعتبر العظام والمفاصل في مرحلة الطفولة أكثر مرونة وقوة نسبياً مقارنةً بالبالغين، ولكنها في الوقت نفسه قد تكون عرضة للعديد من الإصابات التي تتطلب رعاية خاصة وعلاجًا مناسبًا. في هذا المقال، سنتناول أسباب إصابات العظام والمفاصل لدى الأطفال، كيفية تشخيصها، وأحدث طرق علاجها.

  1. أسباب إصابات العظام والمفاصل في الأطفال

إصابات العظام والمفاصل عند الأطفال قد تحدث نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك:

  • الحوادث المنزلية: الأطفال قد يتعرضون للإصابات أثناء اللعب في المنزل أو السقوط من أماكن مرتفعة مثل الأسطح أو السلالم.
  • الإصابات الرياضية: الأطفال الذين يشاركون في الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم، كرة السلة، أو الجري معرضون للإصابات، مثل الكسور أو التواءات المفاصل.
  • الحوادث المرورية: الحوادث المرورية أو الاصطدامات أثناء ركوب الدراجة أو التنقل قد تؤدي إلى إصابات في العظام والمفاصل.
  • الإصابات الناتجة عن الإفراط في النشاط: الأطفال الذين يشاركون في الأنشطة البدنية المكثفة أو الذين لا يحصلون على فترات راحة كافية قد يصابون بإصابات إجهاد أو إجهاد مفرط في المفاصل والعظام.
  1. أنواع إصابات العظام والمفاصل في الأطفال

إصابات العظام والمفاصل لدى الأطفال تختلف عن تلك التي تحدث لدى البالغين، نظرًا لاختلاف مرحلة نمو الطفل. إليك بعض الأنواع الشائعة:

  • الكسور:

تعتبر الكسور من الإصابات الشائعة في الأطفال، حيث تتعرض العظام للانكسار نتيجة السقوط أو الاصطدامات. تتميز كسور الأطفال بأنها قد تكون غير مكتملة في بعض الأحيان، حيث يمكن أن تكون العظمة مشقوقة أو مكسورة جزئيًا فقط، وهي حالة تعرف بـ “الكسور الانضغاطية” أو “كسور الخشب الأخضر”.

  • التواءات المفاصل:

تحدث التواءات المفاصل عندما يتم الضغط على الأربطة المحيطة بالمفصل مما يؤدي إلى تمددها أو تمزقها. تعتبر التواءات الكاحل والركبة شائعة بين الأطفال الرياضيين.

  • الخلع:

يحدث الخلع عندما يخرج أحد العظام من مكانها الطبيعي داخل المفصل. يعد خلع الكتف والركبة من الإصابات الشائعة في الأطفال الذين يمارسون الرياضة.

  • إصابات النمو:

بما أن العظام والمفاصل في الأطفال لا تزال في مرحلة النمو، فقد تحدث إصابات مرتبطة بمناطق النمو في العظام، مثل الكسور التي تؤثر على لوحات النمو (التي هي المناطق الغضروفية في العظام الطويلة). إذا لم يتم علاج هذه الإصابات بشكل مناسب، قد تؤثر على نمو العظم بشكل صحيح.

  1. كيفية تشخيص إصابات العظام والمفاصل في الأطفال

تشخيص إصابات العظام والمفاصل في الأطفال يعتمد على عدة عوامل تشمل التاريخ الطبي، الأعراض، والفحوصات الطبية. تشمل طرق التشخيص الشائعة:

  • الفحص البدني:

يبدأ الطبيب عادة بفحص الطفل سريريًا، والاستماع إلى شكوى الطفل من الألم، وتحديد مكان الإصابة. يمكن أن يتضمن الفحص اختبار الحركة أو الضغط على المفصل المتأثر لتحديد مدى الألم.

  • الأشعة السينية (X-Ray):

تستخدم الأشعة السينية لتشخيص الكسور والتواءات المفاصل، وكذلك لتقييم تلف العظام. في حال كانت الإصابة شديدة أو معقدة، قد يطلب الطبيب أشعة سينية متعددة أو صور إضافية من زوايا مختلفة لتقديم صورة واضحة عن الوضع.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

إذا كانت الإصابة تؤثر على الأنسجة الرخوة مثل الأربطة أو الأوتار أو الغضاريف، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي. يساعد هذا النوع من التصوير في تحديد أي تمزقات أو إصابات في الأنسجة غير العظمية.

  • الفحوصات المخبرية:

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات دموية لتحديد ما إذا كانت هناك أي حالات مرضية أساسية قد تؤثر على العظام والمفاصل، مثل التهابات المفاصل أو أمراض العظام.

  1. علاج إصابات العظام والمفاصل في الأطفال

علاج إصابات العظام والمفاصل لدى الأطفال يتوقف على نوع الإصابة وشدتها. يشمل العلاج:

أ. العلاجات غير الجراحية

  • الراحة:

تعتبر الراحة من أهم الخطوات في علاج إصابات العظام والمفاصل. في حالات مثل التواءات المفاصل أو الكسور غير المعقدة، يوصي الأطباء بتقليل الأنشطة البدنية لإعطاء الجسم الوقت الكافي للشفاء.

  • الجبائر أو الدعامات:

قد يُطلب من الطفل ارتداء جبيرة أو دعامة لتثبيت العظم أو المفصل المصاب في مكانه أثناء الشفاء. هذا يساعد على تقليل الحركة وحماية المنطقة المصابة من المزيد من الأضرار.

  • العلاج الفيزيائي:

العلاج الطبيعي هو جزء أساسي من التعافي بعد إصابات المفاصل أو العظام. يساعد المعالج الفيزيائي الطفل على استعادة القوة والمرونة في المفصل المصاب، ويعلمه كيفية تجنب الإصابات المستقبلية.

  • العقاقير المسكنة:

في حالات الألم الشديد، قد يصف الطبيب مسكنات للألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للمساعدة في تخفيف الألم والتورم.

ب. العلاجات الجراحية

  • الجراحة في حالة الكسور المعقدة:

في حال كانت الكسور شديدة أو معقدة، مثل الكسور المفتوحة أو تلك التي تؤثر على مناطق النمو في العظام، قد تكون الجراحة ضرورية. يمكن أن يتضمن ذلك تثبيت العظام باستخدام المسامير أو الألواح المعدنية لضمان التئام العظام بشكل صحيح.

  • الجراحة لعلاج الخلع:

في حالة الخلع الشديد، قد يحتاج الطفل إلى تدخل جراحي لإعادة العظمة إلى مكانها الطبيعي.

ج. العلاجات الداعمة

  • استخدام الثلج:

تطبيق الثلج على المنطقة المصابة يمكن أن يساعد في تقليل التورم والالتهاب بعد الإصابة.

  • رفع المنطقة المصابة:

رفع العضو المصاب يمكن أن يساعد في تقليل التورم، خاصة في حالات التواء المفاصل أو الإصابات الأخرى.

  1. الوقاية من إصابات العظام والمفاصل في الأطفال

تعتبر الوقاية من الإصابات أمرًا بالغ الأهمية. إليك بعض النصائح للحد من إصابات العظام والمفاصل في الأطفال:

  • الأنشطة البدنية المناسبة:

يجب على الأطفال ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية بطريقة آمنة تتناسب مع أعمارهم ومستوى مهاراتهم.

  • استخدام معدات الحماية:

استخدام معدات الحماية المناسبة مثل الخوذات، الوقايات، والركب لحماية الأطفال أثناء ممارسة الرياضة أو ركوب الدراجات.

  • التوعية بالتقنيات الصحيحة:

تعليم الأطفال كيفية الحركة بشكل صحيح أثناء ممارسة الأنشطة البدنية لتجنب الإصابات.

الخلاصة

إصابات العظام والمفاصل في الأطفال هي حالات شائعة لكنها غالبًا ما تكون قابلة للعلاج بشكل فعال إذا تم تشخيصها مبكرًا واتباع العلاج المناسب. من المهم أن يتم التعامل مع هذه الإصابات بعناية كبيرة، وأن يحصل الطفل على الرعاية الطبية المناسبة لضمان التعافي السريع والعودة إلى نشاطاته اليومية. كما يجب أن يتم التركيز على الوقاية من الإصابات عن طريق ممارسة الأنشطة البدنية بأمان واتباع التعليمات الطبية.

شارك الآن:
Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
اقرأ أيضًا: